-A +A
شهدت العلاقات العراقية السعودية خلال العام الجاري نقلة نوعية وربما تاريخية بالنسبة للعراق الذي ابتعد كثيراً عن محيطه العربي، وعاش حقبة عصيبة من عدم الاستقرار منذ غزو الكويت، إلا أن الحكومة العراقية الحالية أدركت أن عودة العراق إلى أمجاده لن تعود إلا من خلال محيطه العربي، وتطوير العلاقات مع السعودية هو خطوة حاسمة في تاريخ استقرار العراق، والآن بلغت العلاقات نقلة جديدة في إطار عملي بعودة فتح منفذ «جديدة عرعر» بعد أكثر من 26 عاما مضت على إغلاقه، والذي يعد شريان الحياة الاقتصادية بين السعودية والعراق، ليكون مؤشراً إيجابيا على عودة العلاقات.

تصحيح مسار العلاقات انطلق مع الحراك الدبلوماسي الذي استهدف رأب الصدع الذي شهدته علاقات البلدين على مدى سنوات طويلة، وابتدأ بزيارة وزير الخارجية عادل الجبير في فبراير الماضي، ثم أعقبتها زيارة وفد عراقي رفيع المستوى للرياض في منتصف مارس الماضي، وهذا الحراك أتى بعد سنوات من السيطرة الإيرانية على مجمل مسار الأوضاع السياسية في العراق منذ أن تولت حكومات ارتبطت بولاءات طائفية وسياسية مع نظام ولاية الفقيه في طهران، والتي جعلت من العراق ساحة مفتوحة للنفوذ الإيراني لتستكمل من خلاله مشروعها الإقليمي التوسعي الذي استخدمته طهران في تهديد أمن دول المنطقة، ولكن حان وقت التخلص من الحقبة السيئة بعودة العراق إلى محيط انتمائه الحقيقي.